نظّمت كلية العلوم التربوية ندوة علمية متخصصة بعنوان "السرقة العلمية: التحديات وطرق الوقاية"، بحضور عميد الكلية الدكتور أحمد الشريفين، وأدارها الدكتورة آمال الزعبي من قسم علم النفس الإرشادي والتربوي، وقدمتها مسؤولة ملف الجودة والاعتماد في برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين الدكتورة رشا الحوراني.
وأكد الشريفين أن تنظيم مثل هذه الندوات يأتي انطلاقا من حرص الكلية على تعزيز قيم النزاهة الأكاديمية لدى الطلبة والباحثين، وتكريس ثقافة علمية تستند إلى الأمانة والشفافية، مشيرًا إلى أن السرقة العلمية باتت من أبرز التحديات التي تواجه التعليم العالي، مما يستدعي مواجهتها بالأدوات التقنية والمعرفية المناسبة، وبتوجيه أكاديمي فاعل.
وتناولت الحوراني في الندوة جملة من المحاور النظرية والتطبيقية، من أبرزها التمييز بين مفاهيم السرقة العلمية والانتحال والتشابه والتزوير والتحريف، وتصنيف أنواع السرقات العلمية المنتشرة، مع عرض حالات واقعية تُمثّل هذه الأنماط، ومنها استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي دون الإفصاح عنها، أو إعادة استخدام أعمال بحثية سابقة دون الإشارة إلى ذلك.
ولفتت إلى مجموعة من الإرشادات الأكاديمية التي تسهم في الوقاية من السرقة العلمية، من أبرزها: أهمية التخطيط المسبق للأعمال البحثية، التوثيق الدقيق للمصادر، مهارات إعادة الصياغة السليمة، والتمييز الواضح بين الأفكار الشخصية والمُقتبسة، وتوظيف مهارات التفكير الناقد في الكتابة البحثية.
وقدّمت الحوراني خلال الندوة شرحًا تفصيليًا حول برنامج "Turnitin" بوصفه أحد أهم أدوات كشف التشابه والسرقة العلمية عالميًا، موضحةً آلية عمله، ومراحل إصدار تقارير الأصالة، والأدوار المختلفة للمستخدمين (المسؤول، المدرّس، الطالب)، مؤكدة على أهمية تغطية قواعد البيانات العالمية في رفع كفاءة الكشف، وعلى السياسات المعتمدة في جامعة اليرموك بشأن النسبة المسموح بها للتشابه.
وأوضحت السياسات المعتمدة في جامعة اليرموك بشأن نسبة التشابه المقبولة في الأعمال الأكاديمية، مستندة إلى ما ورد في دليل الطالب – باب الإجراءات التأديبية (ص183، المادة 4 ب)، والتي تضع ضوابط واضحة تُفرّق بين التشابه المقبول ضمن معايير التوثيق العلمي، والتشابه الذي يُعدّ انتهاكًا صريحًا لقواعد النزاهة الأكاديمية.
كما وتم التطرق إلى سياسات توظيف الذكاء الاصطناعي (AI-2024) التي أقرّتها الجامعة مؤخرًا، والتي تتيح استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن ضوابط علمية وأخلاقية تحافظ على أصالة المنتج الأكاديمي، وتفرض توثيقًا صريحًا لأي مساعدة تم الحصول عليها من هذه الأدوات.
وفي نهاية الندوة تم تطبيق عملي على نموذج فحص استلال بحث أكاديمي، حيث تم عرض التقرير وتحليله مع الحضور من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية وطلبة الدراسات العليا، مما أتاح لهم فرصة التعرف المباشر على آلية فحص التشابه وكيفية تفسير النتائج.