بحضور الأستاذ الدكتور هاني عبيدات، عميد كلية العلوم التربوية، وضمن شراكتها الاستراتيجية مع مشاريع "إيراسموس بلس" العالمية، نظمت كلية العلوم التربوية في جامعة اليرموك محاضرة نوعية استضافت فيها البروفيسور إدوارد لوكهارت من جامعة "روزفيرا أي فيرجيلي" الإسبانية، تحت عنوان "المناهج المبتكرة في إعداد المعلمين في أوروبا".
وقد أكد الدكتور عبيدات أن عقد مثل هذه الندوات يأتي تنفيذا لخطة الكلية نحو التطوير والاطلاع على الخبرات النوعية وقصص النجاح العالمية في مجال إعدادالمعلمين.
وشهدت القاعة حضورًا لافتًا ضمّ أعضاء هيئة التدريس من مجتمع جامعة اليرموك وطلبة الدراسات العليا، في خطوة تهدف إلى نقل الخبرات الدولية وإثراء الحوار المحلي حول تطوير البرامج التربوية".
في بداية محاضرته، أطلق لوكهارت تصورًا جديدًا لدور المعلم في القرن الحادي والعشرين، قائلًا: "لم يعد دوره ناقلًا للمعرفة، بل يهدف إلى تخريج 'مهندس للتعلم'، و'مرشد'، و'ميسر' للعمليات المعرفية. هذه فلسفة جديدة تتطلب ثورة في برامج الإعداد".
وسلط المحاضر الضوء على النموذج الفنلندي كحالة دراسة ملهمة، مشيرًا إلى أن "المعلم-الباحث" هو حجر الزاوية فيه. وأوضح أن النظام الفنلندي يجعل الحصول على درجة الماجستير شرطًا أساسيًا للمهنة، مما يضمن أن المعلم قادر على تحليل مشكلات فصله وتطوير استراتيجياته بناءً على البحث العلمي، وليس مجرد تطبيق نمطي.
كما استعرض لوكهارت النموذج الألماني الفريد القائم على "التعليم المتزامن"، حيث يدمج الطالب بين الدراسة الأكاديمية والتدريب العملي في المدارس منذ السنة الأولى. وقارنه بالنموذج الدنماركي الذي يركز على "الممارس المنعكس"، والذي يتم فيه تدريب المعلمين على تحليل وتأمل ممارساتهم بشكل نقدي مستمر.
خلصت المحاضرة إلى أن سر نجاح هذه النماذج لا يكمن في المحتوى فقط، بل في الفلسفة التي تقف خلفها: الثقة في المعلم، والاستثمار الطويل الأجل في تعليمه، ووضعه في قلب العملية الابتكارية.
هذا الحدث يأتي في إطار مساعي جامعة اليرموك الرامية إلى تطوير برامجها الأكاديمية وتحديثها، والاستفادة من الشراكات الدولية لبناء جيل جديد من المعلمين القادرين على قيادة التغيير في المشهد التربوي الأردني.












