انطلقت في مدينة إسطنبول التركية أعمال المؤتمر العلمي الدولي التاسع " رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في التعليم العربي: نحو نظم تربوية عربية معاصرة" الذي تنظمه الجمعية الأردنية للعلوم التربوية بالتعاون مع جامعة اليرموك.
ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من الباحثين والأكاديميين والتربويين من الأردن وعدد من الدول العربية إلى البحث في التحديات التي تواجه العملية والأنظمة التربوية في العالم العربي، وسبل الارتقاء بها نحو العالمية وتوظيف النظريات المعاصرة فيها، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين المشاركين حول العديد من القضايا التربوية، والتجارب العربية الرائدة في مجال التربية والتعليم، والبحث في سبل تطوير التعليم وتشجيع الإبداع والتميّز في العملية التعليميّة وفتح الآفاق نحو المستقبل.
وخلال فعاليات الافتتاح أكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم التربوية، رئيس المؤتمر الدكتور راتب السعود، إن الجمعية دأبت على عقد مؤتمرها العلمي الدولي السنوي؛ لتقديم مجموعة من الرؤى والأفكار، للمساهمة في تطوير التعليم، وتحسين مخرجاته، في بلداننا العربية كافة، نظرا لأهمية التعليم لتطور المجتمعات ورقيها.
وقال السعود إن النظام التربوي العربي (التعليم العام المدرسي، والعالي الجامعي)، حقق إنجازات هائلة على الصعيد الكمي، إلا أن إنجازاته على الصعيد النوعي ما تزال دون مستوى الطموح المطلوب، اذ يشير الواقع إلى ضعف جودته وانخفاض في مستوى مخرجاته مقارنة مع دول العالم المتقدم.
وبين أن التحدي الرئيس الذي يواجه معظم الأنظمة التربوية العربية، لم يعد يقتصر على التوسع الكمي فقط، بل تعدى ذلك نحو تحسين جودة التعليم الذي تُقدمه مؤسساتها التعليمية في ظل المعطيات الجديدة التي فرضتها الثورات الكبرى في عصر المعلوماتية المتمثلة في الثورات العلمية والتكنولوجية، والمعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات، والبيولوجية والجينية، والصناعية الرابعة.
وأوضح السعود، أن تنظيم الجمعية للمؤتمر بالتعاون مع جامعة اليرموك، يسعى إلى شحذ همم المفكرين والباحثين والأكاديميين والتربويين؛ لتقديم خلاصة أفكارهم ورؤاهم حيال قضية التعليم في عالمنا المعاصر، باعتبار التعليم قضية مجتمعية ولا بد من تصحيح مساراته، وتوجيهه نحو الاتجاهات السليمة، والارتقاء به نحو مصاف الأنظمة التعليمية العالمية المتميزة.
ومن جهته ألقى عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الدكتور أحمد الشريفيين كلمة في افتتاح المؤتمر قال فيها إن مشاركة الجامعة في عقد هذا المؤتمر جاء انطلاقا من إيمانها في تلبية احتياجات العصر الحالي، وطرح نموذج للتفكير حول مستقبل النظم التربوية العربية المعاصرة بين الواقع والمأمول.
وأضاف الشريفين أن المؤتمر جاء ليثير مجموعة من التساؤلات والرؤى والمقاربات للتعرف على كيفية تطبيق نظريات القيادة المختلفة في بيئة التعلم والتعليم، وبيان التحديات التي تواجه التربويين في تطبيقها، وإسهام القيادة في تحسين الأداء التعليميِّ للمعلمين والطلبة، ودمج الأدوات الرقمية والتكنولوجية.
وأكد على أهمية تعديل السياسات التربوية لتلبية احتياجات المجتمع المتغيرة، بما يضمن تحقيق الجودة في المؤسسات التعليمية، ويعزز فرص تلبية معايير الاعتماد الأكاديمي والدولي وأهداف التنمية المستدامة.
ولفت الشريفين إلى اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بالتعليم كقطاع استراتيجي، باعتباره مصنع العقول وحاضن المواهب، ومختبر الإبداعات، وصولا الى تعليم الطلبة التفكير الصحيح وتحفيزهم نحو الابتكار والحلول الإبداعية، واغتنام الفرص عبر منظومة تعليم حديثة توسع مدراك الطلبة وتعمق فكرهم، وتثير فضولهم، وتقوي اعتدادهم بأنفسهم، وتصل بهم إلى العالميّة.
ودعا إلى تعزيز الجهود المبذولة لتعزيز قدرات التربويين ورفدهم بالأدوات والمهارات اللازمة لتحقيق أهداف التعليم، وتوفير بيئة تعليمية ملهمة وجذابة لإعداد الأيدي الماهرة والعقول المبتكرة، إضافة إلى التعاون بين مختلف القطاعات والمؤسسات لتحقيق رؤية مستقبلية للتعليم تساعد الطلبة على تحقيق أحلامهم وتطوير مهاراتهم لمواجهة تحديات المستقبل.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام 31 بحثا توزعت على 5 محاور رئيسة تشمل السياسات والقيادة التربوية، والإدارة التعليمية والإشراف التربوي، والمناهج والأساليب، والتعليم والتعلم، والعلوم النفسية والتربية الخاصة والإرشاد.