أبدى رئيس جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور إسلام مسّاد استعداد الجامعة للتعاون مع مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب، في مختلف المجالات التربوية والأكاديمية، بما يعزز ريادتها ودورها الوطني في التواصل وخدمة المؤسسات المجتمعية التي تسعى لخدمة مجتمعنا الأردني وأبنائه.

وأضاف خلال استقباله مدير عام المؤسسة الدكتورة أغادير جويحان والوفد المرافق، أن الجامعة وانطلاقاً من دورها تجاه مجتمعها، فإنها ترحب بأية مبادرة تشاركية لتحقيق الأهداف المشتركة، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد الجامعة إلى توظيف خبراتها في خدمة المؤسسة وما تسعى إليه من أهداف تتقاطع مع تطلعات ورؤية الجامعة تجاه المجتمعات المحلية في وطننا العزيز.

كما وتم خلال اللقاء، مناقشة موضوع توطين مركز الأميرة تغريد للقياس والتشخيص في حرم الجامعة من خلال كلية التربية، لخدمة المجتمع المحلي، وأن يكون هذا المركز نواة علمية للدراسات والأبحاث التي تتعلق بالإعاقة، وخصوصاً أن كلية التربية تضم بين أقسامها الأكاديمية، قسم علم النفس الارشادي والتربوي، وهو قسم أكاديمي يضم أساتذة باحثين متخصصين في مختلف التخصصات العلمية المتصلة بعلم النفس والإرشاد التربوي، كما وتطرح الكلية برنامجاً للماجستير في التربية الخاصة، وبرنامجاً للدبلوم في تخصص التعليم الدامج.

من جانبها، ثمنت جويحان هذه الدافعية والاستعداد من جانب جامعة اليرموك للتعاون مع مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب، لتحقيق التطلعات المشتركة، المتمثلة بخدمة المجتمع الأردني وأبنائه، مشيدة في السياق ذاته بمكانة "اليرموك" وعراقتها ومساهماتها في خدمة قطاع التعليم العالي الأردني ودورها التنموي والتنويري في شتى المجالات الثقافية والفكرية.

وأضافت أن رؤية المؤسسة تتمحور حول إنتاج جيل واعٍ مسؤول منتج ومنفتح على العالم من الفئات الأقل حظًا، لتوفير المستقبل والعيش الكريم لهم، إضافة الى كونها مؤسسة تدريبية إنتاجية متميزة غير تقليدية تثري المجتمع بمنتجات إبداعية بأعلى مستويات الجودة، من خلال تمكين المرأة وإطلاق طاقاتها الإبداعية في مختلف أنحاء المملكة وتسويق منتجاتها محليا ودولياً.

وحضر اللقاء كل من نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الأستاذ الدكتور موفق العموش، ونائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والتطوير وشؤون البحث العلمي والجودة الأستاذ الدكتور سامر سمارة، وعميد كلية التربية الأستاذ الدكتور أحمد الشريفين، ومديرة دائرة العلاقات العامة والإعلام الدكتورة نوزت أبو العسل.

فيما حضر اللقاء من جانب مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب، كل من المشرف العام على مركز الأميرة تغريد للقياس والتشخيص الدكتورة حنين حياصات، والمستشار التربوي في المؤسسة وعضو اللجنة العليا في مركز الأميرة تغريد للقياس والتشخيص الدكتور نجاتي بني يونس.

على صعيد متصل، قامت جويحان والوفد المرافق لها، بزيارة إلى كلية التربية، اطلعوا خلالها على طبيعة خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المقدمة للطلبة وبرامج الدراسات العليا وطبيعة الاختبارات المقدمة في عملية القياس والتشخيص.

بغية الحصول على تغذية راجعة من أعضاء هيئة التدريس في الكلية، قدم عميد الكلية الأستاذ الدكتور أحمد الشريفين في ورشة تعريفية عقدت صباح يوم الأربعاء الموافق 1-2-2023 في قاعة اجتماعات عمادة الكلية شرحاً مفصلاً عن المحاور الثلاثة للمكون الثاني من تعليمات الترقية وهي الأداء التدريسي وخدمة الجامعة وخدمة المجتمع. وبيّن الشريفين تفصيلات التعليمات المقترحة وطريقة تصحيح ملف الترقية في ضوء هذه التعليمات الجديدة.

حضر اللقاء عميد الكلية السابق الأستاذ الدكتور نواف شطناوي والدكتور حمزة الربابعة من قسم علم النفس الإرشادي والتربوي مقرراً للورشة، ومجموعة من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية.

 بحث عميد كلية التربية الأستاذ الدكتور أحمد الشريفين مع وفد من وزارة التربية والتعليم ضم الدكتورة تمارا الحجايا رئيسة قسم التطوير التربوي والدكتور ماجد الزيود رئيس قسم البحث التربوي والأستاذ عبد الحافظ الحوارات من قسم التطوير التربوي، آليات تنفيذ اليوم العلمي المزمع عقده خلال الشهر القادم والذي يهدف للاطلاع على التجارب البحثية من قبل طلبة الدراسات العليا وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية ومدى تناولها لمحاور الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم.

كما واطلع الوفد على تجربة الكلية البحثية وحجم الرسائل الجامعية والأبحاث التي تناولت محاور الخطة الاستراتيجية، حيث أكد الشريفين حرص واهتمام الكلية الدائم على تناول الموضوعات البحثية الرائدة والتي تلبي احتياجات المجتمع المحلي وتوفير قاعدة بيانات يمكن البناء عليها والاستفادة منها في التطوير المؤسسي، انطلاقًا من رسالة وفلسفة جامعة اليرموك القائمة على التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

كما وزار الوفد مرافق الكلية المختلفة واطلع على مدى الجاهزية لإقامة اليوم العلمي.

في ذات السياق، أبدى الوفد اعجابه الشديد بتجربة جامعة اليرموك من خلال كلية التربية في تناول العديد من الموضوعات البحثية، مشيدين في الوقت نفسه بمستوى الرعاية والاهتمام من جانب إدارة الكلية، ومستوى الرسائل والأبحاث العلمية.

وقد حضر اللقاء كلًا من نائب العميد الدكتورة وصال العمري والدكتورة عبير الرفاعي مدير وحدة التربية العملية والدكتور عمر خصاونة رئيس قسم الإدارة واصول التربية والدكتورة رنا الصمادي مساعد العميد لشؤون الجودة والاعتماد.

رعى رئيس جامعة اليرموك الأستاذ الدكتور إسلام مساد فعاليات الورشة التدريبية "استراتيجيات التدريس الإبداعية في المرحلة الأساسية" التي نظمتها كلية التربية، وكرسي الإلكسو للدراسات والبحوث التربوية بالتعاون مع مدرسة وأكاديمية التفاعل النموذجية، والتي يقدمها شاغل الكرسي الإلكسو الدكتور محمد الحوامدة.

وقال مساد إن لقاء اليوم يأتي تجسيدا لفلسفة الجامعة وأهدافها، وإخلاصا لرسالتها في خدمة المجتمع ومساهمة فاعلة في التنمية الشاملة والمستدامة، مشيرا إلى أن هذه الورشة جاءت بالشراكة مع مؤسسات المجتمع التعليمية، وذلك مساهمة من الجامعة في تطوير استراتيجيات التدريس والارتقاء بالممارسات التربوية للمعلمين في إعداد طلبة منتجين ومفكرين ومنتمين لوطنهم وفق منظومة تربوية تواكب المستجدات العلمية والتربوية.

وشدد على أن الإبداع لم يعد رفاهية بل حاجة ومتطلبا رئيسا فهو أحد مفاتيح القرن الحادي والعشرين وثرواته العلمية وكنوزه المعرفية والتكنولوجية، وأن التعليم هو ذلك الكنز المكنون، شأن المواهب المخبأة في أبنائنا والتي تحتاج إلى معلمين مبدعين قادرين على الكشف عن مكنوناتها، وتنميتها وتعزيزها من خلال توظيف استراتيجيات تعليمية وتقويمية متنوعة، مستذكرا قول جلالة الملك عبد الثاني ابن الحسين "أن قطاع التعليم قطاع استراتيجي"، و"نريد ان نرى طلبة يعرفون كيف يتعلمون؟ كيف يفكرون؟ كيف يغتنمون الفرص ويبتكرون الحلول الإبداعية لما يستجد من مشاكل، وما يتعرضون له من عقبات".

وأكد مساد أهمية تحقيق منظومة تعليم حديثة، توسع من مدارك الطلبة، وتعمق فكرهم، وتثير فضولهم العلمي، وتقوي اعتدادهم بأنفسهم، وتصل بهم إلى أفق أوسع لمجاراة متطلبات العالمين والتميز، على أجنحة من الإيمان القوي، والثقة الراسخة، والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الآباء والأجداد.

وقال إنه عند الحديث عن استراتيجيات التدريس يجب التأكيد على حقيقة أن جودة النظام التعليمي تقاس بجودة معلميه وقدراتهم على تحفيز الطلبة والتفاعل معهم وتشجيعهم على الابتكار والتفكير النقدي الخلاق، وهذا يعتمد على إرساء أسس التدريب المستمر الذي يعزز المعارف ويصقل المهارات، حيث أن التعليم الجيد يستند إلى استراتيجيات تدريسية إبداعية لا تكتفي بتقديم المعرفة للطلبة وربطها بمعارف أخرى، بل تساعدهم على اكتشاف كيف تبنى المعرفة أساسا، أو بعبارة أخرى كيف نفكر في المعرفة؟ ليشكل ذلك نموذجا معرفيا وحالة إنسانية راقية.

بدوره ثمن عميد الكلية الدكتور أحمد الشريفين دعم إدارة الجامعة الموصول لكلية التربية مما يمكنها من تنظيم مختلف الأنشطة والفعاليات التي تدعم مسيرة الكلية وتعزز من تعاونها مع مختلف مؤسسات المجتمع المحلي، داعيا المشاركين في فعاليات الورشة الاستفادة ما أمكن من مضمونها الأمر الذي سينعكس إيجابا على أساليب واستراتيجيات التدريس الإبداعية التي يستخدمها معلمو المرحلة الأساسية.

من جانبه أوضح الدكتور محمد الحوامدة خلال الورشة أن نظريات التعليم متجددة باستمرار لكنها تعتمد على أساس ومنطلقات واحدة، وأنه لإحداث تغيير في أي موضوع تعليمي وتربوي يتطلب إيجاد علاقة واضحة لدى المتعلم بين المعرفة التي يمتلكها والاتجاهات والمهارات.

وأكد الحوامدة على أهمية أن نعلم الطالب كيف يتعلم، بصرف النظر عن الطريقة والنظرية والأسلوب والاستراتيجية المستخدمة، لأن الهدف الأساسي أن نحافظ على المبادئ الأساسية في التعليم سواء أكان الأسلوب المستخدم المعرفي أو السلوكي أو الإدراكي.

وبين أن الطلبة يختلفون في طريقة التعلم، وكيفية بناء وتنظيم التعلم، وكيفية التعبير عن التعلم، مستعرضا بعض الحقائق حول مسألة التعلم ومنها: أن عملية التعلم تستوجب معالجة المعلومة والتدرب عليها، وأن التعلم هو نشاط جماعي تفاعلي، عملية التعلم تختلف من شخص إلى آخر، وللعواطف دور حيوي في عملية التعلم، وأن الرغبة في استقصاء الحقائق وفهم الأشياء أمر فطري، وأن الكفاءة الذاتية حافز للتعلم، وأن التوقعات تؤثر على عملية التعلم، والتغذية الراجعة تسهل عملية التعلم.

وفي نهاية الورشة التي حضرها نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية الدكتور موفق العموش، ومدير المدرسة النموذجية الدكتور محمد المومني، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، وعدد من المعلمين والمعلمات، أجاب الحوامدة على أسئلة واستفسارات الحضور.